ستظل الحياة الجامعية أفضل مراحل حياتنا، وهي أيضًا أفضل وقت يمكن للطلاب استغلاله من أجل اختيار الوظيفة المناسبة لهم. فالجامعة هي المكان المثالي الذي يمكنك من إلتقاء مجموعة متنوعة من القيادات، والأساتذة، والطلبة الأكبر عمرًا (من خلال الأنشطة الطلابية) والاستفادة من خبراتهم.
اقرأ عن “الغش في الامتحانات: ما أسبابه السيكولوجية وكيف نتفاداه؟“
طلاب الجامعة هم جوهرة لم تصقل بعد. لكل منهم تاريخ، حكاية، ووجهة نظر تشكلت بناء على ذلك. يولد الجميع بمجموعة من المواهب. وعندما تصقل هذه المواهب وتتطور بطريقة صحيحة تتشكل لتصبح نقاط قوة. ومع إدراك جميع نقاط القوة وإستغلالها يمكن النجاح. ولكن يدخل العديد منهم الجامعات التي اختاروها بدون رؤية مستقبلية واضحة.
يشعر بعض طلاب التعليم العالي بالقلق حيال ما إذا كانوا قد اختاروا بالفعل الكلية المناسبة، وإذا كان يجب عليهم تغييرها الآن قبل ضياع الفرصة، وما التخصص الذي عليهم اختياره.
وبما أن الأساتذة الجامعيين أكثر خبرة في الحياة وأكثر اختلاطًا وإدراكًا بسوق العمل، فهم أكثر من يلجأ إليهم الطلبة للنصيحة. ولهذا يؤمن الأساتذة والمعيدين بأن دورهم الجامعي لا يقتصر على التدريس فقط، بل أيضًا على مساعدة الطلاب على اختيار الوظيفة المناسبة لهم.
اقرأ عن “التقييم الفعال في التعليم: 4 اقتراحات هامة لتحسين التقييم“.
ويرون أن من مهام وظيفتهم فهم شخصية الطلبة، الاستماع إليهم، ودعمهم. ويروي الكثير من الطلاب عن فضل أساتذة جامعاتهم عليهم ومساعدتهم على اختيار الوظيفة المناسبة وإدراك قدراتهم ومعرفة نقاط قوتهم. لذا جمعنا لكم بعض أفضل الاستراتيجيات التي تساعد الطلاب على اختيار الوظيفة المناسبة لهم.
1. اختبار كليفتون لنقاط القوة: اختيار الوظيفة المناسبة
تدعم العديد من المدارس، والجامعات، وحتى أماكن العمل إجراء اختبارات التقييم المهني. وتُجرى اختبارات التقييم المهني لمساعدة المرء على اختيار الوظيفة الأمثل أو الاختصاص المناسب له في الجامعة. وبعضها مجاني.
هناك مجموعة كبيرة من التقييمات المهنية التي يمكن إجرائها. وعادة ما تستغرق 20-40 دقيقة. وتعمل على تقييم نقاط ضعفك وقوتك ثم تقدم لك بضعة اختيارات للوظائف الأمثل لك.
المصدر: Ant Moran–Crystal Echo Director
أما اختبار CliftonStrengths فهو مختلف. فهو يخوض في علم النفس الإيجابي فقط. ويركز على نقاط القوة لدى المرء. فعند معرفتهم لنقاط قوته، سيتمكنوا جيدًا من تحديد ما يريدونه وما هم قادرين عليه، واختيار أكثر نقاط القوة تناسبًا مع متطلبات سوق العمل، والعمل عليها.
يظن الكثير أن قوتهم تقتصر على نقطة أو نقطتين. وأحيانًا ما تغلب عليهم فكرة وجود نقاط ضعف فلا يرون نقاط قوتهم. وكثيرًا ما يتسبب هذا الخطأ في تشتيت الطلاب وعرقلة مسيرتهم.
ولهذا يرى مصممو الاختبار أن التركيز على نقاط القوة – بدلًا من تطوير نقاط القوة في شخصية كل طالب – هو أفضل طريقة للتفوق والنجاح في مسيرة الطالب المهنية.
“اختر وظيفة تحبها، ولن تضطر إلى العمل يوم في حياتك أبدًا” – كونفوشيوس
وقد خاض هذا الاختبار حوالي 21 مليون شخص. وللاختبار 34 قوة متفرعة من 4 مجالات: التفكير الاستراتيجي، والتنفيذي، والتأثيري، وبناء العلاقات.
وتقول س. أ.، مساعدة تنفيذية، عن الاختبار “كانت النتيجة 5 نقاط قوة أساسية. وقد كان الاختبار في غاية الدقة وكان ندمي الوحيد أنني لم أخضه وأنا مازلت في الجامعة”.
وتتابع “فقد شرح لي أسباب قيامي بالكثير من الأمور التي كنت أقوم بها بدون أن أشعر. ولم أكن أعرف أسباب ذلك، وكيف يمكنني استغلال هذه القدرات لصالحي في حياتي الشخصية والعملية أيضًا!”
2. نظارات القوة: اختيار الوظيفة المناسبة
2.1. إلى أساتذة الجامعة
شجع طلابك على رؤية العالم وأنفسهم من خلال “نظارات القوة”. وقد تحدث “تشيب أندرسون”، أحد الرواد الباحثين في المجال التعليمي النفسي وهو من أوائل من عمل مع كليفتون على مفهوم نقاط القوة، كثيرًا عن هذا المفهوم.
استخدم “تشيب” استراتيجية بديلة من أجل تطوير التعليم العالي خاصة والمنظومة بأكملها عمومًا. وفي أحد الأيام دخل “تشيب” غرفة الاجتماعات في كليته ووزع نظارات بلاستيكية ملونة على الأساتذة الحاضرين. وتحداهم أن يروا نقاط القوة لدى طلابهم فقط من خلال هذه النظارات.
تعتبر هذه الاستراتيجية نوع من البرمجة العقلية. فهذه ليست نظارات خارقة. لن ير مرتديها قوى جميع البشر ولكنها طريقة للتركيز على نقاط القوة فقط. فإن تمكن الأساتذة من التركيز على نقاط القوة لدى الطلاب لن يروا نقاط ضعفهم. وبالتالي سيكونون قادرين على التفاعل أكثر مع الطلبة ومساعدتهم.
والجميل أن استراتيجيته نجحت. وبعد سنوات، أتى الأساتذة الذين حضروا الاجتماع إلى جنازة “تشيب” عند وفاته وجلبوا معهم نظارات بلاستيكية ملونة تقديرًا لدوره في تغيير حياتهم الشخصية والاجتماعية.
2.2. إلى الطلاب
أما إذا طبق الطلاب هذه الاستراتيجية، فستساعدهم على كسر الحواجز التي تحول بينهم وبين معرفة جميع مداركهم وإمكانياتهم. وهو ما يمثل بداية الطريق إلى معرفة الوظيفة الأمثل لهم. كما أن ذلك سيفتح لهم فرص كثيرة في حياتهم الشخصية والعملية.
ويمكن أن تكون هذه الاستراتيجية سببًا في تغيير حياة طالب بأكملها. لشرح هذه الفكرة أكثر، سنضرب مثلًا بطالب يحب الكلام كثيرًا. ولكنه للأسف ينظر لهذه الصفة على أنها شيء سلبي في شخصيته.
ولكن مع تطبيق هذه النظرية، قد يكتشف هذا الطالب أن بإمكانه استخدام هذه الصفة في تحديد مساره المهني. يمكنه من خلالها القيام بعصف ذهني لإنتاج أفكار جديدة بقصه للقصص المعبرة والمثيرة. كما أنه يمكنه العمل في مجال التسويق. وسيكون ناجحًا أيضًا في مجال العلاقات العامة الذي يحتاج إلى شخصية اجتماعية.
إذًا فبمجرد أن يبدأ الطلاب في رؤية أنفسهم في ضوء مختلف تمامًا، ستكون هذه بمثابة بداية مستقبلية جديدة.
وقد تحدثت “هيزل ماركوس”، الأخصائية النفسية بجامعة ستانفورد، عن مبدأ “الأنفس الممكنة”. وهو أفكار وصور “عما يمكن أن تكون عليه مستقبلًا”. وترى أن “هذه الرؤية لما يمكن أن يصبح عليه المرء يمكنها تحفيز الطلاب على وضع أهداف وتحقيقها”.
3. كوركت: برنامج تقييم موحد
كوركت هو أحد أفضل الحلول التي توصلت إليها التكنولوجيا المتقدمة التي تهدف إلى تطوير التعليم العالي ومساعدة الطلاب في اختيار الوظيفة المناسبة لهم. فما هو كوركت منظومة القياس والتقويم؟ وكيف يمكنه مساعدة الطلبة على اختيار الوظيفة الأنسب لهم؟ وكيف يمكن له الإسهام في إرتقاء جودة التعليم.
كوركت هو منظومة تقييم ذكية تعمل من خلال ثلاث وظائف (على الأقل):
- تساعدك على تصميم اختبار متوازن.
- تسمح للممتحن بخوض الاختبار من خلال عدة منصات (الحاسب الآلي، أو التابلت، أو الموبايل، أو بطريقة ورقية).
- تحلل المنظومة نتائج الاختبار في خطوات سهلة بسيطة. (اقرأ عن “ميكنة الاختبارات في الجامعات المصرية وأهم مميزاتها“.)
3.1. مميزات كوركت وكيفية مساعدة الطلاب
لبرنامج الامتحانات الإلكترونية كوركت عدة مميزات. ولكن إحدى أفضل مميزاته هي تخزين، ومراقبة، ومتابعة أداء كل طالب أكاديميًا. وتعتبر هذه الخاصية مفيدة للغاية للطالب الجامعي. فهي تساعد الطالب على تحديد المسار المهني الأنسب أو الاختصاص المناسب للطالب. فوجود كل هذه البيانات في برنامج واحد يُمكّن أساتذة الجامعات والمعيدين من مساعدة الطلاب.
وبالإضافة إلى ذلك، يسمح برنامج كوركت بتصميم الامتحانات الإلكترونية بالاعتماد على المنهج الموضوع والمغطى وكذلك أهداف التعلم. ويقيم أسئلة الامتحانات عن طريق عدة أدوات تقريرية وتحليلية. ثم يوفر خيار تحسين الأسئلة كذلك. كما أنه يربط بين المستوى المعرفي للطالب ومهاراته والامتحان الموضوع.
يساعد ذلك الطلاب على تحديد أولوياتهم وما يودون الوصول إليه في المستقبل. وهو ما سيفيدهم في اختيار الوظيفة المناسبة أو الاختصاص الأمثل لهم. كما أنه سيوفر الكثير من الوقت (للطلبة وواضعي الامتحانات).
يستخدم كوركت الآن في العديد من الكليات المصرية. وقد قرر مركز القياس والتقويم بجامعة طنطا مؤخرًا تنفيذه في 5 كليات: كلية الطب، والتربية، والحقوق، والآداب. وهو ما يعد نجاحًا جديدًا لمنظومة القياس والتقويم – كوركت – في مصر.
ولا ننسى أبدًا مقولة نابوليون هيل صاحب كتاب “قانون النجاح” بإن “القوة والنمو يأتيان فقط من خلال الجهد والمكافحة المستمرة”. فهاتين الصفتين هما أساس بناء الحضارات. ولولاهما لما تمكن إديسون من ابتكار المصباح. فقد استمرت محاولاته مئات المرات حتى توصل لصنع وابتكار المصباح الكهربائي.
انضم إلينا الآن مجانًا