سجل التاريخ عام 2019 بداية تطبيق نظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة الجديد في جميع الجامعات المصرية. وذلك بعد أن توالت تصريحات وزارة التعليم العالي منذ عام 2017 بشأن تعميم إجراء اختبار معرفي موحد لطلاب جميع الجامعات والتخصصات ولتأهيلهم لمزاولة مختلف المهن.
اعرف أكثر عن “ميكنة الاختبارات في الجامعات المصرية وأهم مميزاتها“.
إذًا ماذا نعلم عن تاريخ الامتحانات الإلكترونية الموحدة (الاختبار الموحد) التي تعمل جامعات مصر على تطبيقها؟ وهل طبقتها بالفعل دول أخرى من قبل؟ وكيف كانت نتيجتها؟
وبالإضافة إلى ذلك، ما علاقة نظام كوركت بالامتحانات الإلكترونية الموحدة؟ وكيف يساهم في ميكنة الامتحانات وتطبيق نظام الامتحانات الإلكترونية وتوحيدها في جميع محافظات مصر؟ سوف نحاول من خلال هذا المقال التعرف أكثر على هذا النظام.
احجز عرضًا تجريبيًا مباشرًا مجانًا اليوم →
جدول المحتويات
1. تاريخ الامتحانات الإلكترونية الموحدة وتطورها
2. وزارة التعليم العالي ونظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة كوركت
3. كليات مصر تعتمد كوركت: نظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة
1. تاريخ الامتحانات الإلكترونية الموحدة وتطورها
1.1. الحضارات القديمة
وفقًا للأبحاث العلمية، يعود تاريخ الامتحانات الموحدة إلى مئات القرون السابقة. فقد استعان بها اليونانيون القدماء في القرن الرابع والخامس قبل الميلاد. حيث استخدم سقراط نظام الامتحانات الموحدة لاختبار طلابه وعمل حوار ونقاش لإثراء معرفتهم. (اقرأ “4 طرق يستطيع القياس والتقويم بها تطوير التعليم الجامعي“.)
1.2. الصين
شملت الاختبارات الامبريالية في الصين، في القرن الخامس الميلادي، مواضيع مثل الحساب، والكتابة، والرماية بالقوس والسهم، والمعرفة بالاحتفالات العامة والخاصة. ووفقًا للكاتب “كانج” في 1974، بدأ اختبار كتابة المقالات منذ عام 622 حتى 1905. وعلى الرغم من أن أسئلة الاختبارات لم تكن موحدة منذ البدء، إلا أن الحاجة إلى إجراء اختبارات واسعة النطاق تطلبت وجود أسئلة موحدة لاحقًا. ومن هنا بدأ تطور الأمتحانات الموحدة.
وما تزال الصين تعتبر البلد الأم لكل الامتحانات الموحدة. يعرف الاختبار الموحد الذي تجريه كل عام بالاختبار الأكثر صعوبة وتدميرًا للأعصاب في العالم. حيث تحتبس أنفاس جميع من في الدولة لمدة 12 ساعة على مدار يومين، وهي الفترة التي يقضيها طلاب الثانوية هناك أثناء خوض امتحان القبول في الجامعات.
1.3. أوروبا
بدأت الامتحانات الموحدة في أوروبا في القرن السابع عشر. بعد التعرف على النظام الصيني، تبنى الأوروبيون فكرة الامتحانات الموحدة وبدأ استخدامها في انجلترا في عمليات تعيين الموظفين. وقد تسبب اندلاع الثورة الصناعية في ترسيخ مفهوم الامتحانات الموحدة وتعميقها أكثر مع فرض التعليم الإجباري العام. وهو ما يرجع إلى الحاجة إلى وجود نظام تعليمي أكثر جودة وعدلًا.
1.4. الولايات المتحدة الأمريكية
اعتمدت أمريكا الامتحانات الموحدة منذ منتصف القرن التاسع عشر، وذلك للتعامل مع العدد الكبير من الممتحنين في جميع الولايات. حيث حلت الاختبارات الكتابية مكان الامتحانات الشفوية – والتي كانت قبل ذلك تجرى فقط لصفوة المجتمع الأمريكي – لاختبار مختلف الطلاب.
ومنذ ذلك الحين ترسخت فكرة الامتحانات الموحدة كرمز لإلتزام الولايات المتحدة بتعليم جموع الشعب. لذا كان ينظر للاختبارات الموحدة على أنها وسيلة لتحقيق العدل بين الطلاب والحفاظ على وجود النظام العلمي في التعليم.
وتشتهر الولايات المتحدة الأمريكية، حاليًا، باستخدام الامتحانات الإلكترونية الموحدة وخاصة عند إجراء اختبار قبول الطلاب في الجامعات (SAT) في معظم ولاياتها (لكل ولاية امتحان موحد). فأمريكا تعد من أكثر الدول المهتمة اهتمامًا كبيرًا بالامتحانات الإلكترونية الموحدة لأنها أكثر عملية في قياس القدرات المعرفية لطلاب يأتون من ثقافات مختلفة ومتنوعة.
أما على مستوى طلاب التعليم العالي، فلا يكتسب خريجي كليات الصيدلة في أمريكا – على سبيل المثال – إجازة بممارسة المهنة إلا بخوض اختبار موحد (NAPLEX) تصممه الرابطة الوطنية لمجالس مهنة الصيدلة هناك. ويمكن خوضه مقابل 100 دولار (قابلة للزيادة).
وتكون أسئلته أسئلة عملية، حيث يقوم الممتحن بفحص معلومات أحد المرضى، ثم يجاوب على الأسئلة المصاحبة لها. وتشمل الأسئلة الاختيار من متعدد والأسئلة متعددة الإجابات وغيرهما.
1.5. مصر
وفقًا لتقارير علمية موثقة أشارت إليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية في الآونة الأخيرة كثيرًا، يجب إعادة تنظيم وتحديث المنظومة التعليمية في الجامعات للإرتقاء بالمستوى التعليمي والمهني لجميع خريجي الكليات المصرية.
على سبيل المثال، وفقًا لجريدة المال نيوز، أشار تقرير مقدم من د. ماهر الدمياطي رئيس لجنة قطاع الدراسات الصيدلية بالمجلس الأعلى للجامعات في 2017 إلى زيادة أعداد الصيادلة في مصر “بمعدل أربعة أضعاف المعدل العالمي”.
ومن هذا المنطلق، وعملًا بنظام اختبارات ممارسة المهن في النموذج الأمريكي الذي ذكرناه، تعمل وزارة التعليم العالي الآن على تطبيق نظام قياسي مختلف في جميع جامعات مصر وكلياتها. ففي كليات الصيدلة، سيكون هناك اختبار مهني يخوضه كل من يود الحصول على ترخيص لممارسة مهنة الصيدلة، وذلك بعد اجتياز اختبار العام الأخير في الكليات. وهو ما يستدعي الحاجة للعمل بنظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة الجديد.
2. وزارة التعليم العالي ونظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة كوركت
وسعيًا لتطبيق خطة وزارة التعليم العالي، أجريت أكثر من تجربة مؤخرًا لاستخدام نظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة. ونحن سعداء بتنفيذ إحدى هذه التجارب باستخدام نظام كوركت للقياس والتقويم. فقد خاض أكثر من 3 آلاف طالب من طلاب الفرقة السادسة من حوالي 21 جامعة مصرية تجربة امتحانًا موحدًا في مارس هذا العام.
وقد تابع وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار أداء الطلاب للامتحان بنفسه. وأثنى على التجربة ونجاحها قائلًا:
“هذا الاختبار تم تصميمه طبقاً للمعايير الدولية بحيث يقيس قدرات الطالب في مختلف المجالات بدقة وفعالية دون أي تدخل بشري، فضلًا عن أنه يوفر بيئة آمنة للطلاب من حيث ضمان ثبات الاختبار الإلكتروني دون الاعتماد على وجود شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى أن تصحيح الاختبار يتم إلكترونيا لضمان الشفافية وعدم التحيز والتمييز.”
فمنظومة كوركت للقياس والتقويم الإلكتروني لا تكتفي بإنشاء اختبارات موحدة ممكينة (وغير موحدة) وتوصيلها للطلاب من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والتابلت أو في صورة امتحانات مطبوعة. بل إنها توفر أيضًا جميع البيانات والتقارير المطلوبة لمنظمات الاعتماد الأكاديمي العالمية.
لمعرفة المزيد عن منظومة التقويم الإلكتروني الشامل كوركت تصفح موقعنا من هنا.
2.1. كيف تطبَق نظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة باستخدام كوركت؟
نبذة عن خطوات عمل كوركت عند إجراء الامتحانات الإلكترونية الموحدة:
- إنشاء إختبار متوازن يتطابق مع الأهداف التعليمية مع إمكانية تحسين الأسئلة. فهو ليس مجرد بنك أسئلة فقط بل يغطي مواضيع المنهج الدراسي وأهداف التعلم ويقيس مستوى التفكير والمهارات المعرفية للطلاب.
- عمل نماذج متعددة للامتحانات الموحدة تتضمن مختلف أنواع الأسئلة. يضم بنك الأسئلة جميع أنواع الأسئلة مثل الأسئلة المقالية، والاختيار أحد الأجوبة، والاختيار من متعدد، وخطأ/صح، والمطابقة، واملأ الفراغات، والترتيب، والتوصيل الممتد، والأسئلة ذات الإجابة القصيرة.
- توصيل الامتحانات الإلكترونية الموحدة لطلاب جميع الكليات في نفس الوقت. يستطيع للطلاب خوض الامتحان الموحد من خلال العديد من المنصات أجهزة الكمبيوتر المكتبي والمحمول والتابلت أو بالطريقة التقليدية كاختبارات مطبوعة. كما يقوم بتصحيح الاختبارات آليًا واستخراج كافة التقارير اللازمة لقياس المستوى الأكاديمي، كل هذا في بضع خطوات معدودة.
3. كليات مصر تعتمد كوركت: نظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة
3.1. كوركت في كليات جامعة طنطا
يتشرف فريق كوركت منظومة القياس والتقويم والامتحانات الإلكترونية الموحدة بالإعلان عن اعتماد منظومة الاختبارات المميكنة كوركت في 5 كليات بجامعة طنطا مؤخرًا. وتشمل هذه الكليات كلية الطب، وكلية التربية، وكلية الحقوق، وكلية الآداب، ومركز القياس والتقويم. (اقرأ مقالتنا السابقة عن “الغش في الامتحانات: ما أسبابه السيكولوجية وكيف نتفاداه؟“)
3.2. اعتماد كوركت في كلية سياسة واقتصاد، جامعة القاهرة
وعلى صعيد آخر، اجتمع فريق عمل كوركت مع دكتور محمود السعيد – عميد كلية سياسة واقتصاد بجامعة القاهرة، ودكتورة شاهيناز مدير المعامل، وكذلك فريق العمل الخاص بهم في بداية هذا الشهر.
وقد قامت الكلية أيضًا باعتماد نظام كوركت كخطوة أولية لتطبيق نظام ميكنة الاختبارات، وذلك بعد تجربة النظام عمليًا والتاأكد من كفاءته والدقة في إنشاء الاختبارات وسرعة استخراج نتائج الطلاب منه.
لا يعتبر النظر إلى تاريخ الحضارات القديمة استمرارًا في العيش في الماضي، بل إنه يعطي قيمة كبيرة لحاضرنا ومستقبلنا. ولن يكون تطبيق نظام الامتحانات الإلكترونية الموحدة النهاية. بل هو بداية تطوير منظومة التعليم بأكملها والمناهج وإعادة تقييمهما.
انضم الى Qorrect الآن
المصادر:
- https://cornellsun.com/2016/10/31/professor-emphasizes-weight-of-chinas-standardized-tests/.
- Developing and Validating Test Items, Thomas M. Haladyna, Michael C. Rodriguez, 2013.
- http://content.time.com/time/nation/article/0,8599,1947019,00.htm.
- https://pdfs.semanticscholar.org/c50f/5d54eca3cb5355b786cdbe3a87fc16a981fe.pdf.
- http://www.nea.org/home/66139.htm.
- https://daily.jstor.org/short-history-standardized-tests/http://www.nea.org/home/66139.htm.