من أكثر المشاكل المزعجة في العملية التعليمية اللي تمنع بناء جيل متعلم ومثقف هي الفجوات المعرفية. حيث أنها تؤدي بشكل مباشر لعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية بين فئات المجتمع. لأنها تؤثر بشكل كبير على نظام الطالب بشكل عام والنظام التعليمي بشكل خاص. مما يؤثر بالسلب على التحصيل الدراسي وزيادة في معدلات الرسوب وزيادة معدلات الجريمة وصعوبة الوصول لوظيفة مرموقة لضعف المستوى العلمي.
الفجوة المعرفية
هي عدم المساواة في المهارات التعليمية بين الطلاب في المجتمع مما يؤدي لاختلاف مستوى المعرفة العلمية بين الطلاب وبعضهم البعض. مما قد يؤثر على العملية التعليمية بشكل كبير . بالإصافة لأنها تسبب انخفاض كبير في مستوى التحصيل الدراسي للطلاب والمستقبل المهني فيما بعد مرحلة التعليم الجامعي أو الاختلاف في الحصول على نفس الفرص التعليمية.
تحدث الفجوات المعرفية في التعليم نتيجة أكثر من سبب وسنتناولهم في هذا المقال:
عوامل اقتصادية:
وتتلخص في قلة الدخل المادي وهو سبب رئيسي في الفجوة المعرفية. فمقارنة بأصحاب الدخل الكبير يستطيع الطالب الحصول بشكل أكبر على كتب خارجية ودروس تقوية وأدوات مدرسية تساعده. علي عكس أصحاب الدخل البسيط مما يؤثر على مستوى الطالب العلمي ومدى تحصيله للمقررات الدراسية. وجود العديد من الجامعات الخاصة بجانب الجامعات الحكومية.
وعوامل اجتماعية ومنها:
اختلاف القدرات العقلية فقد يحدث أن يكون هناك طالب قدراته وإمكانياته ومهاراته العقلية مميزة بشكل أكبر من زملائه. مما قد يسهل من عملية التعلم. بالإضافة إلي أن اختلاف الموقع الجغرافي يؤثر ويُحدث فجوة معرفية. حيث أن الخدمات التعليمية في المدن أكبر بكثير من الأرياف فمن السهل الحصول على خدمات تعليمية مميزة.
وعند تلقي الطالب قدر أكبر من التعليم فتزداد لديه مهارات الاتصال ويصبح التعلم وجمع المعلومات أسهل بالنسبة له.
للفجوات المعرفية عواقب خطيرة جداً فمن الممكن أن تؤدي إلى انخفاض في الدخل. زيادة معدلات الجريمة والبطالة نتيجة لعدم المساواة في المهارات التعليمية بين الطلاب. مما يؤدي لانخفاض المستوى التعليمي والأكاديمي للطالب وبالتالي يؤثر على الفرص الوظيفية.
كيف تؤثر الفجوات المعرفية على نتائج الطلاب؟
تعتبر الفجوات المعرفية في التعليم ذات تأثير كبير على جودة العملية التعليمية وأداء كل طالب. بالإضافة إلي أن الفجوات المعرفية تؤثر على نتائج الطلاب بشكل خاص وعلى العملية التعليمية بشكل عام. حيث أنه من الممكن ان تظهر الفجوة المعرفية على نتائج الطلاب في أكتر من صورة مثل:
- إذا لم يتم تقديم المفاهيم الأساسية بشكل واضح ومُبسط للطالب. فبالتأكيد سيجد الطالب صعوبة في فهم المقرر الدراسي وتطبيقه.
- من المؤكد أن أي يطالب يعاني من الفجوة المعرفية لابد أن تقل ثقته بنفسه لعدم فهم المقرر الدراسي ومتابعة المادة . ويشعر حينها بالإحباط وعدم القدرة على الاستمرار في العملية التعليمية وعدم فهم المقررات الدراسية.
- الفجوات المعرفية في التعليم قد تدفع الطالب لترك العملية التعليمية بعد الشعور بالإحباط. حيث تظهر فوارق كبيرة في المستوى بينه وبين زملائه مما يتسبب في عدم الاهتمام والتركيز على التعليم.
- تؤثر الفجوة المعرفية على المستقبل المهني والتوظيف. حيث أن عدم فهم المفاهيم الأساسية خلال مرحلة معينة في التعليم يجعل الطالب يفقد شغفة بالمجال الذي يحبه. مما يجعله يتجه لاتجاهات آخري في الحياة العملية.
لماذا يجب علاج الفجوات المعرفية في العملية التعليمية؟
لأن العدالة في التعليم أمر هام لضمان مستقبل أفضل لجيل جديد. فيجب البدء فوراً بعلاج الفجوات المعرفية لضمان حصول كل الطلاب على جميع الموارد العلمية والدراسية المتاحة دون تمييز. ويمكن التحسين من جودة العملية التعليمية في المدارس ذات الدخل المتوسط. بالإضافة إلي أن التوعية المجتمعية بالفجوة المعرفية في التعليم والتحذير من آثارها للحد منها. كما أن سد الفجوات المعرفية أمر ضروري لضمان تحقيق المساواة في الفرص التعليمية. مما يؤدي لتحسين مستوى التحصيل الدراسي وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويجب علاج الفجوات المعرفية في العملية التعليمية لأكثر من سبب :
- يمكن تحقيق مبدأ التكافؤ وتوفير فرص تعليمية متساوية لجميع الطلاب بعض النظر عن اختلاف الحالة المادية والجنس والعرق. مما يساهم في تقليل الفجوات المعرفية وتقليل الفوارق بين الطبقات المجتمعية.
- عند التخلص من الفجوات المعرفية يستطيع الطالب تحقيق نتائج أفضل. حيث أنه تزداد ثقته بقدراته التعليمية مما يحفزه على متابعة التحسن والتقدم في مستواه العلمي.
- عند معالجة الفجوات المعرفية في التعليم يتحسن تلقائياً مستوى التحصيل الأكاديمي للطالب. بالإضافة لزيادة الإبداع العلمي ويستطيع الطالب فهم المقررات بشكل أكبر.
- معالجة الفجوات العرفية تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد. فقد يحدث تحسن في المهارات العلمية عند الطالب وعندها تزداد فرص توظيفه بعد التعليم.
لابد من علاج الفجوات المعرفية في العملية التعليمية. لأنها سبب رئيسي في تحقيق تقدم علمي للأشخاص بشكل خاص والمجتمعات بشكل عام. فيمكن الحصول على فرص متساوية بدون تحيز للنهوض بالمستوى التعليمي وتحسين جودة التعليم.
كيف يمكننا الحد من الفجوات المعرفية في التعليم؟
من خلال التقييم المبكر نستطيع معرفة حجم الفجوة المعرفية ونقاط القوة بالكامل ونقاط الضعف عند الطالب. وحينها يمكن معالجة نقاط الضعف فيستطيع الطالب الحصول على دروس تقوية خارجية للنهوض بالمستوى التعليمي وتحسين مهاراته العلمية.
من خلال التغذية الراجعة نستطيع تحديد نقاط الضعف ومعرفة الجوانب التي تحتاج لتحسين التعلم بأكثر من طريقة. حيث يوجد الكثير من المواد التعليمية متاحة عبر الإنترنت مما قد يساعد على الحد من الفجوة المعرفية في التعليم. بالإضافة لترابط المجتمع بكل طبقاته من حيث العرق والطبقة الاجتماعية والثقافة. وتقديم الدعم اللازم لكل طالب. بالإضافة لتقديم الدعم الأكاديمي اللازم لكل طالب دون تمييز.
من خلال بعض الأدوات نستطيع أن نضمن تحقيق نظام تعليمي أكثر إنصافاً ويساهم في تحقيق كل الأهداف التعليمية لجميع الطلاب من خلال بعض النقاط:
- تقديم المعالجة بشكل فردي: من خلال التقارير والبيانات التحليلية لكل طالب نستطيع تحديد نقاط الضعف لكل طالب، مما يمكنا من تحديد الفجوات المعرفية وتحديد نظام لعلاجها وتلافيها مستقبلياً.
- يمكن استخدام التقنيات الحديثة من التكنولوجيا للوصول للطلاب بالمناطق النائية أو الأرياف. حتى نضمن وصول كل الموارد التعليمية لكل الطلاب دون تمييز والنهوض بالمستوي التعليمي والخروج من دائرة الفجوة المعرفية.
- بغض النظر عن القدرات العقلية المختلفة بين الطلاب لابد من مكافحة التحيز وتحقيق العدل التعليمي من قبل المدرسين لضمان عدم حدوث فجوات معرفية بين الطلاب وبعضهم البعض.
- تعدد أساليب التعلم الفعال مثل دروس التقوية، المشروعات البحثية، المناقشات البناءة والعمل عليها وتطبيقها في أكثر من سياق مختلف.
- تشجيع التعلم الذاتي للطالب خارج الفصل الدراسي. حتى يمكن تطوير المهارات المدرسية ومعالجة الفجوات المعرفية.
من الهام والضروري معرفة وجود فجوات معرفية بين الطلاب في المجتمع والعمل سريعاً على حلها والتخلص منها بالطرق الموضحة بالمقال. حيث أنه يضمن الحصول علي فرص متساوية من الموارد التعليمية وزيادة معدلات التحصيل الدراسي من ثم الحد من نسب البطالة ومعدلات الجريمة وزيادة معدلات الحصول على وظائف مرموقة والنهوض بالعملية التعليمية والتحسين منها. بالإضافة أنه لابد من التعامل بجدية من الفجوات المعرفية في نظام التعليم من خلال تبني حلول مناسبة ومنطقية للتمكن من بناء جيل متعلم ومتطور ومثقف يساهم في تطور المجتمع.