لطالما كان الغش في الامتحانات مشكلة تحاول المؤسسات التعليمية القضاء عليها منذ عصور. كل عصر كان يحاول تفاديها بالحلول المتوفرة لديه. أما الآن في ظل الثورة التكنولوجية والإنترنت، فالأمر يختلف كثيرًا.
يستخدم الطلاب أجهزة الموبايل، وسماعات أذن لاسلكية، وبرامج حديثة، وساعات ذكية، وغيرهم في محاولة الغش في الامتحانات. ويستخدم بعض طلاب الجامعات أيضًا طرق أكثر مكرًا في الغش – بالرغم من سهولة إمكانية اكتشافها – مثل شراء المقالات أونلاين أو حتى نسخ ولصق نماذج المقالات.
الغش في الامتحانات هو أحد أنواع التضليل وعدم الأمانة الأكاديمية. ويشمل مساعدة طالب آخر في الامتحان، والاطلاع على ورقة الامتحان قبل بدءه، أو استخدام أي مادة غير مسموح بها في الامتحان.
هل هناك مبرر لظاهرة الغش في الامتحانات؟
وفقًا لدكتور دونالك ماكابي والمركز الدولي للنزاهة الأكاديمية، اعترف 68% من الطلاب بالغش. وبالرغم من أن هذا الرقم يشمل فقط طلاب الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه صادم بما يكفي لنتقف ونتامل لدقائق ونفكر في ظاهرة الغش في الامتحانات بجدية.
مهما كانت عواقب المشكلة، لحلها، علينا النظر بداية في أسبابها.
المصدر: المركز الدولي للنزاهة الأكاديمية
إذًا ما سبب مشكلة الغش في الامتحانات؟ لنأخذ طلاب الثانوية العامة كمثال. يتعرض طلاب الثانوية العامة كل عام لضغط غير عادي سواء بسبب المنظومة التعليمية أو آبائهم أو المجتمع ككل.
في الواقع، يشكو البعض في الكثير من دول العالم مما يتعرض له طلاب الثانوية العامة من ظلم. كيف نحمل شباب مراهقين مسئولية تحديد مصيرهم ومستقبلهم؟
بلاشك أن الطلاب ذوي الستة او السبعة عشر عامًا، ولم يكتسبوا بعد أي خبرة، غير مؤهلين لذلك. فهم مجرد مراهقين في النهاية. ومن الصعب على الكثير منهم تحديد المهنة التي يودون العمل بها.
ناهيك عن الضغوط التي يتعرض لها الطلاب في بيوتهم. فتقارنهم عائلاتهم بمن هم في مثل عمرهم. ويطالبهم المجتمع بأن يكونوا كلهم من الأوائل. وهذا بالإضافة إلى التمييز الفج بين الكليات وتصنيف البعض منها (ككليات قمة). وهذا غير عدم الاهتمام الكافي بالتعليم الفني.
ولهذه الأسباب يرى بعض الطلاب أن الغش في الامتحانات هو حق من حقوقهم. ويرون أن معظم الأنظمة التعليمية في العالم ليست عادلة. والغش هو طريقتهم في الاعتراض عليها.
وبالرغم من رؤيتنا لهذه الأسباب، يبقى الغش في الامتحانات خطأ يجب معالجته. ولكننا بحاجة إلى النظر عن كثب إلى سيكولوجية من يغشون قبل البحث عن طرق معالجته (اقرأ أفضل 11 موقع لعمل اختبارات إلكترونية… عام 2021).
أسباب الغش في الامتحانات والسيكولوجية المسببة له
وفقًا لدكتور علم النفس أوجستس جوردن “كلما قل التحفيز الداخلي لمادة ما، و/أو ارتفع التحفيز الخارجي لها، كلما زاد الغش”. ويضيف الدكتور أنه “كلما قل اهتمام شخص بموضوع ما، أو كلما زاد تفاعله معها لأغراض نفعية، ارتفع خطر الغش”.
فإن كان تحفيز الطالب لمذاكرة المادة يأتي من الداخل، لاستمتاعه بها، فإن ذلك يظهر فورًا عليه. فتجده متحمسًا ومتأهبًا لينال أعلى الدرجات في الفصل بمجهوده الشخصي.
والعكس صحيح. إن كان الطالب يحضر المحاضرات لينال درجات فقط (عوامل خارجية) بدون أي اهتمام بالمادة نفسها، فسينتهي به الأمر في أغلب الظن إلى الغش في الامتحانات، إن كان يميل له.
ولكن يرى البعض أن هذه النقطة لا صحة لها. فأغلب الطلاب يحضرون المحاضرات التي لها سجل حضور وغياب. إذًا فهم لا يرون إلا الناتج النفعي: الدرجات. الدرجات هي الدافع الوحيد لدى الطلاب للمذاكرة. إن لم يتوقع الطالب درجات جيدة ولم يذاكر جيدًا، فسيغش.
وبالإضافة إلى ذلك، حاول بعض العلماء معالجة ظاهرة الغش في الامتحانات من خلال من منظورات مختلفة. فمنهم من يقول إن الطلاب الذكور يتورطون في أعمال غير نزيهة أكاديميًا أكثر من الطالبات الإناث.
ووفقًا لإلياس (2009) وسولسبيري (2011) –وهم من الباحثين في مجال التعليم – فإن “الطالبات يرون الغش عملًا غير أخلاقيًا أكثر من أقرنائهن من الذكور”. وقد يفتح هذا الرأي مجالًا لنقاشات لا تنتهي حول الاختلافات بين الجنسين.
أما “ويتلي” – وهو أيضًا من التخصصين في هذا المجال – (1998 ) فرأى أن فرص المتزوجون في الغش أقل بكثير من الطلاب العاذبين.
تفنيد كل مسببات الغش في الامتحانات ونظرياته لا يمحي أنه بعيد كل البعد عن النزاهة والمسؤولية التي من الواجب نشرها في مجتمعنا لنتقدم. إذَا كيف نتفادى الغش؟
اقرأ أقوى تعاون في مجال الاختبارات والتصحيح الإلكتروني… ويبنار كوركت وريمارك
حل مشكلة الغش في الامتحانات
لتفادي الغش، علينا أولًا التعمق أكثر في تحليل المواد التي تُدرس. فبمجرد تطوير تلك المواد واستراتيجيات تدريسها، ستتراجع نسبة الغش في الامتحانات كثيرًا. وسيكون ذلك دافعًا أفضل لدى الطلاب للمذاكرة والنزاهة الأكاديمية.
إن ربط المواد الدرسية والجامعية بأرض الواقع هو أول طرق القضاء على هذه الظاهرة. كما أن المؤسسات التعليمية قد تحتاج إلى التشجيع على إظهار حس المسؤولية والنزاهة بين الطلبة باستخدام وسائل واستراتيجيات مختلفة.
بالرغم من أن التكنولوجيا هي سبب سهولة الغش في الامتحانات، إلا أنها أيضًا الوسيلة التي تستخدمها مختلف الدول لمحاربة التضليل وقلة النزاهة الأكاديمية. فمن جانب، تستخدم بعض الدول التكنولوجيا بطرق غير اعتيادية وقد يراها البعض مفرطة أيضًا.
إثيوبيا
على سبيل المثال، مرت إثيوبيا بانقطاع كامل عن الإنترنت لمدة أسبوع في يونيو 2019 كإجراء حاسم لتفادي الغش. ولكن يعود هذا بخسارة كبيرة على الدولة ككل. فبحسب البي بي سي، منع الإنترنت لمدة يوم واحد يكلف 4.5 مليون دولار على الأقل.
الصين
تستخدم الصين طائرات بلا طيار، وتقنيات التعرف على الوجه والبصمة، وأجهزة منع الإرسال، وكذلك أجهزة كشف الإشارات اللاسلكية لتفادي الغش في الامتحانات.
مخاطر الغش في الامتحانات
من الصعب على من هم في سن المراهقة فهم عواقب الغش. دون القدرة على رؤية مخاطر الغش في الامتحانات وآثاره على المدى الطويل، قد يشعر الأطفال والمراهقون أن إيجابيات الغش (حصولهم على درجات جيدة) تفوق أي سلبيات مهما كانت. لهذا السبب من المهم للآباء والمعلمين شرح عواقب الغش، مثل:
- الغش يقلل من احترام الذات والثقة بالنفس. وإذا رآك الآخرون وأنت تغش، ستفقد احترامهم وثقتهم.
- الغش، لسوء الحظ، عادة وليست حدثًا لمرة واحدة فقط. فبمجرد تجاوز الحد الفاصل بينهم وبين الغش، قد يجد الطلاب أنه من الأسهل مواصلة الغش في كثير من الأحيان أو أن يكونوا غير أمناء في حالات أخرى في الحياة. وبالتالي يفقد الطلاب الذين يغشون عنصر النزاهة الشخصية التي يصعب استعادتها. فهو يضر بالصورة الذاتية للشخص.
- الطلاب الذين يغشون يضيعون وقتهم في المدرسة. معظم التعلم يبنى على نفسه. يجب على الطالب أولًا أن يتعلم مفهوم واحد حتى يكون مستعدًا للدرس التالي. وإذا لم يتعلم المفهوم الأساسي، فقد وضع نفسه عرضة إما لمواصلة الفشل أو الغش.
برامج التكنولوجيا الحديثة لحل مشكلة الغش في الامتحانات
وعلى الجانب الآخر، بدأت دول أخرى في استخدام التكنولوجيا الحديثة استخدامًا إيجابيًا عبر برامج مكافحة الغش.
برنامج جوست رايتر
صمم الباحثون في جامعة كوبنهاجن برنامج للذكاء الاصطناعي يكشف عن النصوص المنسوخة بنسبة 90%. عند تشغيله، يبحث البرنامج عن عناصر من اللغة، وتركيبات الجمل، والاختلافات التي تشير إلى كتابة شخص آخر للنص.
برنامج كوركت: طرق منع الغش في الامتحانات
برنامج كوركت هو أحد أفضل برامج إدارة التقييم والاختبارات الشاملة، إن لم يكن الأفضل، لعلاج الغش في الامتحانات. يدير البرنامج عملية الامتحان إدارة كاملة متكاملة (اقرأ أفضل مميزات الاختبارات الإلكترونية).
ويعمل كوركت على أتمتة عملية إنشاء الاختبار باستخدام تحاليل حسابية تنشيء الامتحان أوتوماتيكيًا. ويقضي الامتحان تمامًا على ظاهرة الغش في الامتحانات عبر نماذج وأسئلة اختبار متعددة ومختلفة لنفس الامتحان. ويحافظ كذلك على أهداف التعلم.
وما يميز هذا البرنامج عن غيره هو أنه لا يسمح فقط بأسئلة الاختيار من متعدد، بل يسمح أيضًا بالأسئلة قصيرة الإجابات، وأسئلة المطابقة، والترتيب، وخطأ/صحيح، وإملأ الفراغات.
وبالرغم من أن البرنامج لم يصمم إلا حديثُا، إلا أنه اكتسب نجاحًا غير مسبوق. فقد استخدم هذا العام في تجربة توحيد امتحانات 21 كلية من كليات طب في مصر. (تعرف على مميزات ميكنة الامتحانات في الجامعات)
يوفر كوركت أيضًا تقارير تامة وتحليلات نفسية فورية عن الامتحانات والطلاب، بالتوالي. ويمكن لنا بهذه التقاريرعمل إحصائيات دقيقة للأداء العام للطلاب واتخاذ قرارات إصلاحية في التعلم بناءًا عليها.
نعم، من الضروري أخذ خطوات جدية وحازمة ضد من يمارسون الغش في الامتحانات. نعم، تفادي الغش ليس مهمة سهلة. ولكنه سيكون أسهل بالتأكيد بالتكنولوجيا.
صُمم برنامج كوركت في مصر. وهو قصة نجاح حقيقية لما يمكن للتكنولوجيا الحديثة تقديمه. وهو أيضًا دليل ملموس لما يمكن للمصريين فعله بمجرد إتاحة الأدوات الصحيحة والتعليم الجيد لهم.
ندعو جميع الكليات أو المعاهد العليا المصرية التي لم تطبق نظام كوركت حتى الآن للتواصل معنا لتنسيق عقد جلسات تعريفية مجانية أو Demo بمقراتها مع وجوب حضور العميد أو وكيل شؤون الطلاب أو مدير وحدة القياس والتقويم، للتعرف على آلية عمل نظام كوركت ومزاياه الفريدة.
قم بالتسجيل لبدء الإصدار التجريبي المجاني الخاص بك
المصادر:
- How Students Use Technology to Cheat and What Faculty Can Do About It, Lisa Z. Bain, Information Systems Education Journal (ISEDJ) 13, 2015.
- University Students’ Perceptions of Academic Cheating: Triangulating Quantitative and Qualitative Findings, Tianlan Wei, Steven R. Chesnut, Lucy Barnard-Brak, and Marcelo Schmidt, Journal of Academic Ethics, 2014.
- Shades of Gray on Student Cheating