مدونة كوركت
مع الظهور المدوي لتقنية شات جي بي تي ChatGPT، أصبح الحديث عن تأثير شات جي بي تي على التعليم واحدًا من أبرز الأحاديث المطروحة في مختلف الأوساط التعليمية المحلية والعالمية.
لا سيما بعد نجاح تقنية شات جي بي تي في استقطاب اهتمام ملايين المستخدمين حول العالم، وذلك في فترة وجيزة لا تتجاوز بضعة أشهر.
إلى جانب الكثير من التجارب التي قام بها طلاب وأكاديميون وهيئات تعليمية.
في محاولة منهم لاكتشاف إمكانيات تلك التقنية الجديدة من الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن الاستفادة منها.
بداية من المساعدة في كتابة الواجب المنزلي، ووصولًا إلى تقييم الطلاب ورصد الدرجات.
فما هو شات جي بي تي ChatGPT؟ وكيف يمكن لشات جي بي تي أن يساعد في تحسين التعليم؟ وما هي تحديات استخدام شات جي بي تي في التعليم؟
نستعرض كل هذه الأسئلة وأكثر في السطور التالية، فكن معنا!
تحدث إلى أحد خبراء كوركت الآن وتعرف على مميزات النظام المتكامل لميكنة الاختبارات وإدارة عملية التقييم داخل مؤسستك!تأثير شات جي بي تي على التعليم
يعد حقل التعليم واحدًًا من أبرز الحقول تأثرًا بـتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي!
تلك التكنولوجيا التي ترتكز على فكرة تطوير الآلة لتعمل بطريقة مشابهة أو قريبة لطريقة عمل العقل البشري.
حتى تتماهى الحدود بين الإنسان والآلة بدرجة يصعب معها التفريق بين ما هو من صنع الإنسان وما هو من صنع الآلة!
وبهذه الكيفية تستطيع الآلة أن تنوب عن الإنسان في عدد من المهام، وأن تؤديها بنفس القدر من الكفاءة والذكاء والمرونة.
وفي سبيل خدمة مبدأها الرئيسي، تأتي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أكثر من صورة.
ما بين: الإنسان الآلي، تطبيقات الألعاب، التطبيقات التعليمية، ونحوها.
وقد وظفت التطبيقات المختلفة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم على أكثر من وجه.
منها على سبيل المثال تطبيقات التقييم الإلكتروني، والتي تستهدف أتمتة عملية التقييم داخل المؤسسات التعليمية.
بداية من وضع الاختبارات وحتى تصحيحها وتحليل نتائجها.
وذلك على النحو الذي يساعد المؤسسات التعليمية في توفير الوقت والجهد والمال المستخدم في إجراء التقييمات المختلفة.
ويخفف عن المعلمين العبء الواقع عليهم للقيام بوضع الأسئلة وتصحيح اختبارات الطلاب.
ومن أشهر الأمثلة على هذه التطبيقات هو نظام كوركت، والذي يساعدك في إدارة المناهج.
وكذلك يزودك ببنوك أسئلة لا محدودة لمساعدتك في صياغة اختبارات متوازنة، بكفاءة فائقة وبسرعة قياسية.
كما يقوم بالمراقبة على الطلاب لمنع الغش، وتصحيح الاختبارات، وتقديم نتائج فورية.
يمكنك التعرف على مزايا نظام كوركت، من خلال حجز ديمو مجاني!
ظهور تقنية شات جي بي تي في التعليم
ومع ظهور شات جي بي تي، بدأ الحديث عن تأثير من نوع جديد من تأثيرات الذكاء الاصطناعي على التعليم، وهو تأثير شات جي بي تي على التعليم.
فهذه التقنية التي تعد التقنية الأقرب -حتى الآن- لمحاكاة اللغة البشرية، يتوقع لها أن تحدث تأثيرًا عميقًا على حاضر ومستقبل التعليم.
فهي تساهم في أداء مهام تعليمية جديدة، من قبيل كتابة المقالات، وصياغة العروض التقديمية، وبناء خطط الدرس وتحديد أهداف التعلم، ونحوها.
الأمر الذي اعتبره البعض طريقًا جديدًا لدعم عملية تطوير التعليم.
بينما رآه البعض الآخر خطرًا جديدًا يهدد مستقبل التعليم والمعلمين!
وقبل استعراض مزيد من التفاصيل حول تأثير شات جي بي على التعليم، دعنا نلقي نظرة سريعة على شات جي بي تي وكيف يعمل.
ما هو شات جي بي تي؟
بانتهاء شهر نوفمبر من عام 2022، أطلقت شركة OpenAI روبوت المحادثة شات جي بي تي ChatGPT.
حيث تشير GPT إلى Generative Pre-trained Transformer، بمعنى محول توليدي مُدرب.
ويعد شات جي بي تي واحدًا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الذي جرى تدريبه على قاعدة ضخمة جدًا من البيانات والمعلومات والمصادر المعرفية.
ليكون قادرًا على استقبال الأسئلة والطلبات التي يطرحها عليه المستخدم.
ثم معالجتها وتقديم إجابات معقولة ومكتوبة بطريقة تشبه اللغة البشرية.
ولكن ما هي نوع الإجابات التي ينتجها شات جي بي تي؟
يمكن لشات جي بي تي تزويد المستخدم بجملة متنوعة من الخدمات، منها على سبيل المثال:
- كتابة المقالات والتقارير والرسائل، والقصص القصيرة وحتى النكات والأغاني
- طرح الأفكار والمقترحات
- الترجمة
- التدقيق اللغوي
- اكتشاف أخطاء الأكواد البرمجية، وتعديلها وكتابة الأكواد
- الإجابة على الأسئلة المختلفة، من قبيل: عدد الولايات الأمريكية، ضرب 8 في 9، عناصر الجدول الدوري، طبيعة نظام الحكم في لبنان، مبادئ فيزياء الكم، وهكذا.
ومن هنا يمكننا القول إن شات جي بي تي متعلق بصناعة محتوى نصي، على اختلاف أنواعه، وبطريقة تحاكي لغة الإنسان.
وهذا هو مَربٍط الفرس في الحديث عن تأثير شات جي بي تي على أي قطاع عمومًا، وعن تأثير شات جي بي تي على التعليم خصوصًا!
جدير بالذكر أن شركة OpenAi هي شركة ناشئة انطلقت في عام 2015.
ككيان لا يستهدف الربح بل يعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي على الوجه الذي يخدم الإنسان ولا يهدده.
ثم تحولت إلى كيان ربحي بحلول عام 2019.
ويعتبر الملياردير إيلون ماسك وشركة مايكروسوفت، من أبرز الأطراف التي تقوم على تمويلها.
تعرف على تأثير شات جي بي تي في تحسين التعليم
يمكن القول إن تأثير شات جي بي تي على التعليم، مثل تأثير أي تكنولوجيا تأثرت بها العملية التعليمية على الوجهين إيجابًا وسلبًا.
فمن الناحية الإيجابية، يساعد شات جي بي تي في تحسين التعليم.
من حيث كونه يوفر مصدر معرفي هائل يوفر الكثير من الوقت والجهد المطلوب في البحث عن المعلومات.
فضلًا عن كونه مصدر مجاني متاح للجميع على مدار الساعة.
وهي ميزة هامة جدًا من شأنها المساعدة في تقليص الفارق المعرفي بين القطاعات التعليمية الموجودة في أماكن جغرافية مختلفة.
حيث ستصبح المعرفة متاحة لأي طالب أو معلم، في أي مكان.
كما إنه حل يسهم في التغلب على التفاوت في الإمكانات والموارد بين المؤسسات التعليمية.
فإذا تساءلنا عن كيف يمكن لشات جي بي تي أن يساعد في تحسين مستوى التعليم في المدارس الريفية؟
سنجد أن مدارس المدن معروفة بإمكانياتها المادية والتكنولوجية الهائلة التي تسمح لها بالوصول إلى مصادر عدة للمعرفة وتقديم تجربة تعليمية متميزة لطلابها.
على عكس المدارس الريفية والتي قد لا يحصل طلابها على نفس الفرص التعليمية.
ولا يحصل معلميها نفس الفرص في التدريب والتطور، وذلك بسبب ضعف إمكاناتها المادية.
ولكن مع تقنية شات جي بي تي المجانية تمامًا، يمكن تقليص ذلك الفارق.
حيث ستصبح المعرفة والإمكانات التي توفرها التقنية متاحة للجميع بلا استثناء.
أهمية تقنية شات جي بي تي في تطوير المناهج الدراسية
فقد وجد أن المناهج المدرسية بحاجة إلى التطوير المستمر كل خمس سنوات على الحد الأقصى.
حتى تكون مواكبة لكل جديد يتوصل إليه العلم، وحتى نضمن أنها لا تقدم مثلًا محتوى أثبت العلم خطأه.
أو تعمل بنظرية قديمة طورها البحث، أو نحو ذلك.
ولكن الوصول إلى الجديد وتضمينه في المناهج الدراسية، مهمة شاقة تتطلب الكثير من الجهد والمال.
وتأتي تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة مثل: كوركت وشات جي بي تي لتساعد مؤسستك في أداء تلك المهمة بسهولة!
فتقنية شات جي بي تي تسهل عملية تطوير المناهج، بما توفره من انفجار معرفي غير مكلف.
أما نظام كوركت فهو يزودك بخدمة إدارة المقررات الدراسية والتي تساعدك في بناء المقرر الدراسي، والتعديل فيه في أي وقت تريده.
مع الاحتفاظ بكافة نسخ المقررات التعليمية التي تقوم بإدخالها إلى نظام كوركت؛ ليتسنى لك العودة إليها وقتما تريد.
أما من الناحية السلبية، فتأثير شات جي بي تي على التعليم يثير عددًا من المخاوف التي تثيرها التكنولوجيا.
من قبيل عدم الحفاظ على خصوصية المستخدم، والمساهمة في توجيه آرائه نحو فكر معين.
بالإضافة إلى مخاوف أخرى متعلقة بالغش وزيادة حالات السرقة الأدبية، ونحوها.
كيف يمكن لشات جي بي تي أن يساعد في تحسين التعليم؟
بالإضافة إلى ما سبق ذكره حول تأثير شات جي بي تي على التعليم وتحسينه، فنجد أيضًا أن هذه التقنية تدعم عملية التعلم الذاتي للطلاب.
وتوفر على المعلم الكثير من الجهد والوقت اللازم للقيام بالأعمال المكتبية.
كما إنها تساعد المؤسسات التعليمية على تقديم خدماتها بشكل أكثر كفاءة.
ولعل أكبر دليل على ذلك هو ما قامت به جامعة أبو ظبي الإماراتية.
والتي أعلنت عن اعتزامها استخدام تقنية شات جي بي تي للقيام بعدد من المهام.
والتي منها توفير معلومات عن الجامعة وعن برامجها التعليمية، وعن طرق الالتحاق للدراسة بها، ونحو ذلك.
ولم يقتصر الأمر على جامعة أبو ظبي فقط.
بل لقد صرح وزير التربية والتعليم الإماراتي، الدكتور أحمد الفلاسي، عن دمج تكنولوجيا شات جي بي تي ضمن الخطط التعليمية للمراحل التعليمية المختلفة.
وتمثل تلك الخطوات ترجمة حقيقية لاستراتيجيات التحول الرقمي التي تتبناها دولة الإمارات.
إيمانًا منها بدور التكنولوجيا في خدمة الإنسان، وفي قدرة الإنسان على وضع الأطر الأخلاقية المناسبة لتوظيف التكنولوجيا.
أساليب استخدام شات جي بي تي في تحسين التعليم
وتتعدد الأساليب التي يمكن الاعتماد عليها لتوظيف شات جي بي تي في تحسين التعليم، سواء فيما يخص الطلاب أو المعلمين.
وبالحديث عن الطالب، سنجد أن تقنية شات جي بي تي تساعده في القيام بالواجبات المنزلية.
وفي الاستعداد للاختبارات المدرسية، والقيام بالعصف الذهني للحصول على الأفكار، وفي الحصول على المعلومات في ثواني معدودة وبأقل مجهود.
وكذلك يستطيع الطالب الاعتماد عليها في اكتشاف الأخطاء الإملائية والنحوية في كتاباته وتعديلها.
وكذلك في تحسين صياغة العبارات التي يكتبها.
كما يمكن لشات جي بي تي أن تكون أداة بحث قوية تقلل الوقت والجهد الذي يستغرقه الطالب عادة في القيام بالمهام البحثية.
مع مراعاة تحري دقة المعلومات التي يحصل عليها من شات جي بي تي، والابتعاد عن نسخ النصوص كما هي.
يستطيع الطالب بناء تجربة تعلم شخصية خاصة به، وذلك من خلال الاستعانة بالتقنية في الحصول على تقييمات لأدائه.
وملاحظات فورية حول واجباته ومحتواه، ومعرفة النقاط التي ما زالت بحاجة إلى التحسين.
كيف يمكن لتقنية شات جي بي تي أن تحسن تجربة التعليم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة؟
من المعروف أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ساهمت بشكل كبير في خلق تجربة تعليمية أكثر ملاءمة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
مقارنة بالتجربة التي كانت توفرها لهم وسائل التعليم التقليدية.
حيث ساهمت التكنولوجيا في تطوير تطبيقات تعليمية أكثر فعالية.
بحيث تستهدف مساعدة هذه الفئة من الطلاب في التعلم بطرق أكثر تنوعًا وإبداعًا، منها على سبيل المثال:
Learn Braille alphabet
والذي يساعد المكفوفين على تعلم القراءة والكتابة بالاعتماد على طريقة برايل الشهيرة.
Voice Dream Reader
وهو برنامج يحول الكلام المكتوب إلى كلام مسموع، فيساعد الأشخاص الذي يعانون من إعاقات بصرية.
ويمكن لشات جي بي تي أن ينضم لفئة التطبيقات التي تساعد في تعليم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
فيمكن للمعلم الاستعانة به في توليد أنشطة تفاعلية ملائمة لإيصال المعرفة لهؤلاء الطلاب بصورة أكثر سهولة.
كما يمكن للتطبيق أن يعمل كمساعد دائم للطلاب يساعدهم في اكتشاف أخطائهم وتصحيحها.
وذلك لكونه متاح للاستخدام طوال الوقت.
ولا يتوقف تأثير شات جي بي تي على التعليم عند الطلاب فقط، بل يستفيد منه المعلمون كذلك.
كيف يستطيع المعلمون الاستفادة من شات جي بي تي في التعليم؟
يمكن للمعلمين الاعتماد على شات جي بي تي في:
- الوصول إلى المعرفة بصورة سريعة وبدون مجهود مضني في البحث.
- صياغة الأسئلة الصفية والإجراءات التقيمية المختلفة لقياس مستوى الطلاب.
- تدريب الطلاب على ممارسة اللغات المختلفة وتعلم قواعدها بطريقة سهلة وعملية؛ فيمكن اعتبار التطبيق شريك محادثة.
- وضع الخطوط العريضة لمحتوى المقرر التعليمي.
- صياغة خطة الوحدة وخطة الدرس، مع توضيح الأهداف التعليمية المقصودة.
- الحصول على أفكار ومقترحات بشأن الأنشطة التعليمية والممارسات التدريسية، لمساعدة المعلم على توصيل المعلومة لطلابه بشكل مبسط.
- تقييم مستوى الطلاب والحصول على ملاحظات فورية بشأن أدائهم ومستوى تحصيلهم.
مع الأخذ في الاعتبار أن شات جي بي تي يساعدك في مهمة التقييم التربوي على نطاق ضيق نسبيًا وهو نطاق الفصل المدرسي.
أما إذا كنت تبحث عن آلية تساعدك في إدارة عملية التقييم بشكل شامل وعلى نطاق واسع يشمل آلاف الطلاب، فلا غنى لك عن نظام كوركت.
والذي تم تطبيقه في العديد من الجامعات المصرية لإجراء الاختبارات النهائية والحصول على نتائج دقيقة وسريعة.
بالإضافة إلى تحليلات شاملة عن أداء الطلاب وجودة الامتحانات.
وتجدر الإشارة إلى أن قيام شات جي بي تي بهذه المهام على وجه مناسب لا يحمل أي غش أو ينطوي على أي احتيال، يتوقف في المقام الأول على طريقة استخدامه.
أي إذا كان المستخدم يعتمد عليه بشكل كلي، وهو أمر له مخاطر عديدة بالطبع.
أو كان المستخدم يستخدمه كواحدة من الأدوات التي تسهل عليه مهامه وتعزز إنتاجيته، وهذا هو المغزى من اعتماد مثل تلك التقنيات.
فوائد استخدام شات جي بي تي في تحسين التعليم
إن تأثير شات جي بي تي على التعليم، قد يكون تأثيرًا إيجابيًا كما قد يكون تأثيرًا سلبيًا؛ حيث يتوقف هذا الأمر على كيفية توظيف تلك التقنية.
وبالحديث عن التأثير الإيجابي، فإن فوائد استخدام شات جي بي تي في تحسين التعليم يمكن أن تتعدد على النحو التالي:
- إتاحة مصدر معرفة ثري.
- وأداة داعمة للمؤسسة التعليمية في الحصول على المعلومات بأسهل طريقة ممكنة.
- تقليل تكلفة الموارد التعليمية.
- وصول المعرفة لأي طالب من أي مكان وفي أي وقت، وبصورة مجانية تمامًا.
- المساهمة في تطوير آليات تدريسية جديدة أكثر تفاعلًا.
- المساعدة في تطوير المناهج، وفي القيام بالمهام المكتبية.
- تعزيز إنتاجية المعلم من خلال مساعدته في القيام بمهام التقييم والتصحيح، وترك الفرصة له للتفاعل مع طلابه بشكل أكبر.
- المساهمة في شخصنة التجربة التعليمية لكل طالب، فيتعلم كل طالب بالصورة التي تناسبه هو فقط، لا بالصورة التي تناسب الكافة.
- تعزيز التواصل بين المعلمين والطلاب، وبين المعلمين وأولياء الأمور من أجل ضمان استخدام الطالب لهذه التقنية بصورة مناسبة غير منحرفة.
- تطوير سياسات وقوانين جديدة لمنع الغش والسرقة الأدبية، وتعزيز أصالة المحتوى.
تحديات استخدام شات جي بي تي في التعليم وكيفية التغلب عليها؟
شأنه شأن أي تكنولوجيا يتم استحداثها، أثار ظهور شات جي بي تي عددًا من المخاوف بشأن تأثيره على التعليم والتحديات التي يخلقها.
خاصة في ظل الانتشار الهائل لتقنية شات جي بي تي، وخلال 5 أيام من انطلاقه نجح في استقطاب مليون مستخدم.
متجاوزًا المدة التي استغرقتها تطبيقات مثل: فيسبوك وانستجرام ونتفلكس، في الوصول لهذه النسبة من المستخدمين.
فما هي المخاوف التي يثيرها تأثير شات جي بي تي على التعليم؟
ينتج عن استخدام شات جي بي تي في التعليم مجموعة من التحديات، منها على سبيل المثال:
عدم دقة المحتوى الذي يقدمه شات جي بي تي
في كثير من الأحيان لم ينجح شات جي بي تي في تقديم إجابة دقيقة، بل قدم معلومات مغلوطة وغير منطقية.
وهو أمر كان واضح بشدة في ChatGPT 3، ولهذا سعت شركة OpenAI على علاجه في نسخة ChatGPT 4.
تتوقف صحة إجاباته على مدى مهارة المستخدم في طرح سؤال مفهوم وله سياق تستطيع التقنية معالجته
تقنية شات جي بي تي لا تفهم الأسئلة كما يفهمها العقل البشري، ولكن تقوم على فكرة التنبؤ بسياق وترتيب الكلمات.
فتقدم الإجابة في ضوء ذلك، معتمدة على الكم الهائل من البيانات التي تم تدريب الروبوت عليه.
إنتاج محتوى متحيز
تدعم تقنية شات جي بي تي مجموعة كبيرة من اللغات، غير أنها تعمل وفق ثقافة واحدة فقط، وهي الثقافة الإنجليزية التي تدربت عليها.
ومن ثم فإن المحتوى الذي تنتجه التقنية يكون متأثرًا بالمبادئ والتوجهات المتأصلة في تلك الثقافة.
والتي قد تتعارض في أحيان كثير مع الثقافات الأخرى، كالثقافة العربية.
تهدد أصالة الأفكار وتزيد احتمالات السرقة الأدبية
يمكن لشات جي بي تي إنتاج مقال أو بحث أو عرض تقديمي كامل، غير إن هذا المحتوى يكون مجهول المصدر.
ويمكن للمستخدم استخدام هذا المحتوى كيفما يشاء، أو ينسبه لنفسه دون الإشارة إلى مصدره.
خاصة في ظل صعوبة التمييز بين ما إذا كان المحتوى مكتوب بشكل آلي أو بشري.
ومن شأن هذا الأمر زيادة فرص الغش في التعليم، وتعزيز ممارسات السرقة الأدبية، وتهديد النزاهة الأكاديمية.
زيادة الاعتماد على التكنولوجيا
واحدة من أبرز المخاوف بشأن تأثير جي بي تي على التعليم يتعلق بتأثير استخدام تقنية شات جي بي تي في تعزيز مهارات التفكير النقدي للطلاب.
فالفريق الذي يدعم استخدام التقنية يرى أنها قد تعزز مهارات التفكير النقدي لدى الطالب.
لأن الطالب يطلع على المحتوى ويحلله وينقده ويطوره ويضيف عليه لمسته ويستخرج منه أفكار مختلفة تعزز تعلمه.
بينما الفريق الذي يتخوف بشأن استخدام شات جي بي تي في التعليم، يرى أن هذه التقنية تدحض مهارة التفكير النقدي لدى الطالب.
لكونه سيحصل على المعلومة بكل سهولة.
أو سيعتمد كليا في تنفيذ واجباته على شات جي بي تي دون أن يفكر أو يبذل أي جهد.
وفي الحالة الأخيرة بالطبع سوف يزداد الاعتماد على التكنولوجيا في مقابل تجميد العقل البشري وتحجيم إمكاناته!
مخاوف بشأن اختراق خصوصية المستخدم
توضح سياسة استخدام شات جي بي تي بأن التطبيق ما زال في طور التجربة والتدريب.
ولذلك فهو يستخدم جميع البيانات التي تدخل إليه في دعم عملية تطوره.
وبما يتطلبه ذلك من اطلاع الجهات القائمة على تطوير التطبيق على بيانات مستخدميه.
وهو أمر خطير للغاية ينبغي الانتباه إليه!
خاصة وأن البيانات التي يدخلها المستخدم للتنقية لا يمكن محوها.
حتى لو قام المستخدم بحذف حسابه نهائيًا؛ فالتقنية تعمل كأرشيف لهذه البيانات.
من جانب آخر تنص سياسة الاستخدام على حظر استخدام التطبيق لمن هم دون 18 عامًا.
وبالتالي فإن كل الطلاب تحت هذا السن لا ينبغي لهم استخدام شات جي بي تي، وهو أمر يصعب التحكم فيه.
خصوصًا مع سهولة ومجانية استخدام شات جي بي تي من أي مكان.
ما عدا في الدول التي تحظره نهائيًا على شبكة الإنترنت الخاصة بها، مثل: مصر والصين.
إذن مع كل هذه التحديات التي تعوق استخدام شات جي بي تي في التعليم، هل يكون الحل هو حظر التطبيق؟
في الحقيقة لا يمثل الحظر حلًا نهائيًا، ناهيك عن كونه حلًا إيجابيًا!
بل إن حظره قد يؤدي لخلق فجوة تكنولوجية بين المعلم والطالب!
بل من الأفضل هو استخدام تقنية شات جي بي تي في إطار المنظومة التعليمية، مع الاهتمام الشديد بما يلي:
- تطوير المقررات التعليمية بما يتماشى مع المعرفة الحديثة والآليات التكنولوجيا المتطورة، ومن بينها: شات جي بي تي.
- تطوير سياسات جديدة وواضحة بشأن قواعد النزاهة الأكاديمية ومفهوم أصالة المحتوى، وما يعتبر سرقة أدبية، وزيادة وعي الطلاب بهذه المفاهيم والممارسات.
- الاهتمام بتوفير تجربة تعلم متميزة للطالب يكون الهدف منها هي تحصيل معرفة حقيقية وليس مجرد جمع درجات.
- اعتماد طرق تدريس حديثة وممارسات تقييم مختلفة تعتمد على استخدام مهارات التحليل والتفكير النقدي والمنطق، وغيرها من مهارات يصعب على الذكاء الاصطناعي تطويرها.
- استخدام تقنية شات جي بي تي في التعليم، ولكن في الإطار الذي يحمي بيانات الطلاب، ويدعم مهاراتهم، ويرسم إطار أخلاقي واضح لطريقة الاستفادة من تلك التقنية.
كيف يمكن لشات جي بي تي أن يغير مستقبل التعليم؟
الحديث عن تأثير شات جي بي على التعليم لا يخص الحاضر فقط، وإنما يخص المستقبل أيضًا!
خاصة وأن التطبيق ما زال في طور التجربة والتطوير، وفق ما أعلنه مسئولي شركة OpenAI.
ورغم انقسام الآراء حول مدى ونوعية تأثيره على التعليم، إلا أنها قد اتفقت على حتمية تأثيره.
وعلى أن تكنولوجيا شات جي بي تي لن تصبح طي النسيان بعدما تنتهي تجربتها، بل ستتحول لتقنية لها تأثيرها.
ولعل أبرز ما يدلل على هذا اليقين، هو التحركات التي اتخذتها المؤسسات التعليمية المختلفة بشأن تقنية شات جي بي تي.
ما بين حظر تام للتطبيق كما في العديد من المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، والهند، وفرنسا.
أو اعتماد رسمي كما في الإمارات العربية المتحدة، أو تقنين وتوجيه لاستخدامه كما في جامعة روتشستر.
ففي واحدة من التجارب التي أجريت لبيان تأثير شات جي بي تي على التعليم، كلفت ليز تينيللي -منسقة برنامج الكتابة والتحدث والمناقشة في جامعة روتشستر- طلابها بما يلي:
- استخدام شات جي بي تي لتوضيح مميزات وعيوب الذكاء الاصطناعي.
- ثم صياغة مسودة لمشروع تكنولوجي مقترح.
- إدخال المسودة إلى شات جي بي تي وتكليفه بالتعديل فيها لكي يتناسب المشروع مع فئات جماهيرية مختلفة.
- وبعد ذلك ناقشت طلابها في النتائج التي قدمها شات جي بي تي والاختلافات بين المسودات.
وباختلاف التوجهات الحالية تجاه تقنية شات جي بي تي، ربما يكون من الأفضل للمؤسسات التعليمية بحث هذه التقنية بدلًا من الهروب منها.
حتى يتسنى لهم الاستفادة منها على النحو الأكمل، وخلق تكامل بينها وبين القدرات البشرية للمعلمين والطلاب.
هذا التكامل الذي يجب أن يحدد بوضوح:
- مهام المعلم في العملية التعليمية.
- دور التكنولوجيا.
- تعزيز دور التقييم كآلية لا تقيم المستوى الأكاديمي للطلاب فحسب، بل وتساهم في تطوير التعليم والارتقاء بمستوى المتعلمين.
تأثير تقنية شات جي بي تي في تحسين تفاعل الطلاب وتحفيزهم على التعلم
تضم الفصول التعليمية على اختلاف المراحل التعليمية، أنماطًا متكررة من الطلاب.
فهناك الطالب الذي يتجنب الرد على أسئلة المعلم ولا يتفاعل معه لأنه لا يثق في صحة إجابته.
والطالب الذي يخشى سؤال المعلم عن معلومة ما كي لا يتلقى لومًا عن عدم معرفته.
والطالب الذي يتعثر في حل واجباته لأنه بحاجة لمن يجيب على أسئلته خارج ساعات اليوم الدراسي، وغيرهم.
هذه الأنماط يمكن لشات جي بي تي التعامل معها بكل سهولة، فهو متوفر طوال الوقت للرد على أي سؤال مهما كان بديهيًا أو صعبًا.
كما إنه يساعد التعليم في الحصول على أي معلومة من شأنها مساعدته في أداء واجباته ومهامه.
فضلًا عن أن توجيه السؤال لشات جي بي تي يضمن الحصول على إجابة صحيحة بكل بساطة.
هذه السهولة في الحصول على المعلومة من شأنها مساعدة الطالب في تحصيل المعرفة.
وكذلك في تعزيز عملية التعلم الذاتي، مما يجعله أكثر ثقة وتفاعلًا داخل الحجرة المدرسية.
ولا يعتبر تحسين تعلم الطلاب هدفًا جديدًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي المطبقة في مجال التعليم.
بل هو هدف جوهري تستهدفه آلية العمل في العديد من الأنظمة الذكية، ومن بينها نظام كوركت.
حيث يزود كوركت المؤسسات التعليمية بمجموعة متنوعة من التقارير الإحصائية الأساسية والمتقدمة التي تحلل عملية التقييم.
وتوفر صورة دقيقة وشاملة عن مستوى الطلاب وأدائهم في الاختبارات.
حتى تستطيع المؤسسات التعليمية استخدام هذه الإحصائيات والبيانات في دعم عملية التعلم والتطور داخل ربوعها.
وكذلك في تحسين التجربة التعليمية التي توفرها لروادها.
كيف يمكن لتقنية شات جي بي تي تحسين تجربة التعليم عن بعد؟
هل يمكن توظيف تقنية شات جي بي تي في تطوير التعليم عن بُعد؟
سؤال تطوع بإجابته السيد جيف ماجينكالدا، الرئيس التنفيذي لموقع الدورات التدريبية عبر الإنترنت “كورسيرا Coursera”.
ففي لقائه مع شبكة سي إن إن الإخبارية، عرض ماجينكالدا تجربته في استخدام شات جي بي تي، فمن الذهول عند تجربته.
إلى الاعتماد عليه بشكل يومي في كتابة رسائل البريد الإلكتروني.
كما أنه يستخدمه لتوليد الأفكار والمقترحات بشأن كيفية توظيف شات جي بي تي ضمن برامج وخدمات منصة كورسيرا.
وكذلك صرح باعتزام كورسيرا دمج تقنية شات جي بي تي في إطار المحتوى الذي تقدمه.
من أجل إضفاء المزيد من التفاعل والإبداع على العملية التعليمية داخل المنصة، وتعزيز انتشار المنصة لمناطق أوسع من العالم.
خلاصة القول
يتوقع لتقنية شات جي بي تي أن تحدث تأثيرًا عميقًا على التعليم، غير أن مدى هذا التأثير غير واضح بعد.
كما إنه محكوم بمدى نجاح المؤسسات التعليمية في معالجة التحديات الناتجة عن استخدام هذه التقنية.
وإذا كان الحكم على تأثير شات جي بي على التعليم غير واضح بعد!
فإن الخبر السار هو أن حكم تأثير نظام كوركت واضحًا ويحمل لمؤسستك الكثير من النفع!
كيف يساعدك نظام كوركت في تحسين التعليم داخل مؤسستك؟
يعتبر نظام كوركت واحد من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأكثرها نجاحًا في مجال التعليم!
فهو الشريك الرقمي الذي تعتمد عليه كبرى الجامعات والمعاهد داخل مصر وخارجها، للقيام بمهام إنشاء الاختبارات وتصحيحها، وإدارة عملية التقييم بكل تفاصيلها.
وذلك لأن نظام كوركت الذكي يساعد مؤسستك التعليمية في توفير الوقت والمال والجهد اللازم لإجراء التقييمات التكوينية والختامية.
بفعل ما يوفره لك من مزايا، يأتي على رأسها:
- السرعة القياسية في إنشاء الاختبارات، ورصد النتائج فور الانتهاء من إجرائها.
- صياغة أكثر من نموذج للاختبار الواحد، مع إمكانية تضمين أي نوع من الأسئلة بما فيها الأسئلة المقالية.
- نشر الاختبارات عبر المنصة التي تناسبك سواء كانت جهاز كمبيوتر أو موبايل أو تابلت، مع الحفاظ على أعلى مستويات الأمان لحماية خصوصية البيانات.
- دعم لأبرز 3 لغات عالمية هي الإنجليزية والعربية والفرنسية.
- استخدام أحدث تقنيات مراقبة الامتحانات الإلكترونية لمنع الغش.
- تكلفة اقتصادية مميزة، مع إمكانية الدفع مقابل كل مرة استخدام وذلك عبر خدمة Eaas.. شاهد هذا الفيديو لتعرف مزاياها وكيف تستفيد منها!
- تدريب شامل على استخدام نظام كوركت ودعم فني على مدار الساعة.
ويمكنك أيضًا استخدام نظام كوركت في إدارة المناهج وبنائها.
وكذلك في الحصول على مختلف التقارير الإحصائية المتعلقة بجودة التقييم داخل مؤسستك، والتي تعد شرط أساسي للحصول على الاعتماد الأكاديمي.
انطلاقتك الرقمية تبدأ من كوركت.. لا تفوت فرصة حجز ديمو مجاني الآن!
المصادر
Prior to (or instead of) using ChatGPT with your students
Abu Dhabi University leads the way in training GPT-3 on its data and service
ChatGPT isn’t coming. It’s here
What is ChatGPT? Everything to know about OpenAI’s free AI essay writer and how it works
What Is Artificial Intelligence (AI)? Here Are Its Benefits, Uses and More
Is ChatGPT a threat to education?
